التصويت الالكتروني في الانتخابات المصرية المقبلة

تدرس مصر في الفترة الراهنة إمكانية التصويت الإلكتروني في الانتخابات المقبلة. وهذه خطوة جيدة للغاية للاستفادة من الإمكانات الهائلة لشبكة الإنترنت التي أصبحت المحرك الرئيسي لعجلة الحياة في كافة أنحاء العالم. ورغم ميزات التصويت الإلكتروني العديدة والتي تتمثل في السرعة وخفض التكلفة وإتاحة الفرصة لكافة جموع الشعب للإدلاء بأصواتهم وخاصة المصريين المغتربين في الخارج إلا أن ذلك لا يخلو من مخاطر وعقبات لعل أهمها ضرورة تأمين المواقع والشبكات الإلكترونية التي سيتم التصويت من خلالها .
فقد أجمعت دراسات عديدة علي أن التصويت عبر الإنترنت يشكل مخاطر عديدة ينبغي معالجتها علي نحو صحيح قبل استخدام هذا النظام علي نطاق واسع. وأشارت هذه الدراسات إلي أن من بين هذه المخاطر انعدام الأمن سواء في جهاز المستخدم أو في وصلة الشبكة التي يتصل من خلالها بالخادم المركزي أو منظِّم الجداول. كما أنه لا توجد طريقة في الوقت الحاضر يستطيع بها مصممو أنظمة التصويت الإلكتروني أن يضمنوا أن أجهزة الحاسوب المنزلية للناخبين لم تتعرض للخطر علي نحو يشكك في مصداقية عملية التصويت. وأن ضمان أمن التصويت عبر الإنترنت يعتبر مشكلة أكثر صعوبة بكثير. وذلك لسببين مهمين. أولاً: خلافاً للمعاملات المالية. ففي معظم الدوائر الانتخابية لا يمكن إقامة أي ربط بين الناخب وصوته» فقدرات حفظ السجلات والمراجعة والتدقيق التي تعتبر معيارية في العالم المالي لا تنطبق علي أنظمة الاقتراع عبر الإنترنت. ثانياً: إن اكتشاف المخالفات أو الأخطاء في نقل الأصوات أو تسجيلها لا يمكن أن يسفر عملياً عن تصحيح هذه النتائج بعد وقوعها. في أفضل الأحوال. فإن مثل هذا الاكتشاف يمكن أن يؤدي إلي إبطال كل الأصوات التي تأثرت بهذا الأمر» وفي أسوأ الأحوال. إلي إبطال الانتخابات نفسها.
وبحسب هذه الدراسات فإن نتيجة كهذه يمكن أن تكون لها آثار كارثية من حيث ثقة الجمهور في شرعية العملية برمتها.
ولعل ما شجع علي اتخاذ مثل هذه الخطوة ما أحدثته ثورة 25 يناير من تحولات كبري في المناخ الفكري والسياسي في مصر. لكن ينبغي اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لتلافي المخاطر المشار إليها سابقا. بحيث تتم عملية التصويت في مناخ آمن وصحي. ولا يتم ذلك إلا بتعاون كافة الهيئات والمنظمات المنوط بها حماية العملية الانتخابية. وفي مقدمتها مراكز الأبحاث وقطاعات الاتصالات والتكنولوجيا. حتي تخرج هذه التجربة الوليدة إلي النور بصورة مشرفة لبلدنا العزيز مصر.